الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

كتاب : المهاتما غاندي... محرر المقهورين


إسم الكتاب: (المهاتما غاندي) محرر المقهورين.
المؤلف: عصام عبد الفتاح.
الناشر: دار الكتاب العربي.
الطبعة الأولى: 2008م.
يُطلب من: مكتبة العبيكان

من الكتب التي قرأتها آنفا عن (المهاتما غاندي) هو ما ألفه عصام عبد الفتاح باسم: (المهاتما غاندي) محرر المقهورين.
تناول المؤلف في بداية الكتاب الخلفية التاريخية في احتلال بريطانيا للهند من خلال شركة الهند الشرقية، وذكر المؤامرات التي قام بها البريطانيون باختصار، ثم ذكر الحياة السياسية الهندية بعد الاستعمار وكيف أن البريطانيين تسلطوا على الهند عنوة وقهرا وفعلوا في أهلها الأفاعيل.
ثم سرد سيرة غاندي في 6 فصول:
حيث ذكر في الفصل الأول: البدايات والنشأة وذكر فيه قريته، طفولته وخلفية عائلته، وتأثير أمه عليه، وذكر نبذة عن أبيه، ثم زواجه.
وعَنوَنَ المؤلف الفصل الثاني بـ”التكوين الثقافي والفكري لغاندي، وتناول فيه الديانة التي كان عليها وهي الهندوسية، وسرد تاريخ تأسيسها وعقائدها، وكتبها وطقوسها، ثم ذكر الكتب والشخصيات التي أثرت في تكوين غاندي الثقافي والسياسي، وذكر فلسفة اللاعنف وأساليبها التي اعتمدها غاندي في حياته السياسية ضد الأعداء.

* * *

والفصل الثالث المعنون بـ”الثائر الرحّال” ذكر فيه ذهابه إلى بريطانيا لدراسة القانون في أيلول 1888، وعودته إلى الهند في 10 يونيو 1891م، ثم بعدها رحلته إلى جنوب أفريقيا عام 1893م وذكر قصته التي تعرض فيها للإهانة من قبل حراس القطار الذين أخرجوه من عربة الدرجة الأولى المخصصة للبيض فقط بعد أن تضايق أحد البيض منه. ثم ذكر جهوده وصراعه ضد حكومة البيض في جنود أفريقيا، وكذلك تنظيم الهنود هناك واستعادة بعض حقوقهم، وذكر المراحل التي تعرض فيها هناك للسجن والضرب.

* * *

تناول المؤلف في الفصل الرابع عودة غاندي إلى الهند وظهوره الأول لاستعادة حقوق وكرامة الهنود بعد أن حارب من أجل ذلك في جنوب أفريقيا، وذكر برامجه في تعليم شعبه وكيف أنه استطاع أن يذيق المصانع البريطانية ويل الإفلاس من خلال البرامج التي وضعها لشعبه حيث بدأ الهنود باستعمال البديل للمصنوعات البريطانية.
وذكر في هذا الفصل أيضا فكرة المسلمين التي طرحت أمام غاندي لاستقلال الهند بدلا من إصلاح حالتها، ومعارضة غاندي لها في البداية ،وكذلك تواطؤ غاندي مع البريطانيين في القبض على الزعماء المسلمين الذين نادوا بالاستقلال، وذكر أيضا تطبيق بريطانيا في الهند ما طبقته في فلسطين مع الصهاينة، حيث قامت بتسليح الهندوس وتدريبهم والتنسيق معهم لإقامة المذابح للمسلمين، وذلك في الفترة من 1921م-1948م.
وذُكرت في هذا الفصل أيضا العوامل الرئيسية في ثورة غاندي، وعودته للعصيان المدني ومقاطعته السلمية لشركات ومؤسسات وبنوك المستعمر، وذكر رفض حلاقة ذقنه بشفرة بريطانية.
ثم تبع ذلك ذكر رفاق غاندي، الهندوسي جواهر لال نهرو، والقائد المسلم الساعي البارز في استقلال باكستان فيما بعد: محمد علي جناح، وذكر كيف أن جناح بسبب اختلاف بينه وبين غاندي في طرق المقاطعة أدى إلى استقالة جناح من حزب المؤتمر والانضمام إلى الرابطة الإسلامية، ثم تعيينه زعيما لها بعد ثلاث سنوات من انضمامه إليه أي عام 1926م.
ثم تناول المؤلف تقسيم الهند وباكستان على أساس الدين، وكيف أن الإنجليز كان هدفهم من ذلك زرع بذور الفرقة والخلاف وراءهم، ويظهر ذلك جليا من حيث إنشاء جماعات مخالفة للدين الإسلامي الحنيف كالجماعة القاديانية، وكذلك الاختلاف السياسي الحاصل بين الهند وباكستان على كشمير.
ينتهي هذا الفصل بذكر الهجرة المعاكسة للمسلمين من الهند، وللهندوس من باكستان، ثم ذكر الحروب الباكستانية الهندية.

* * *

وعنون المؤلف الفصل الخامس بـ”أوجه أخرى للحقيقة في حياة غاندي” وذكر فيه بعض التناقضات التي كان يعيشها غاندي، وهجوم المنظمات الهندوسية المتطرفة عليه بسبب بعض مواقفه السياسية، ووقوفه مع وضد الإسلام والمسلمين، يتبع ذلك علاقات غاندي الخاصة، وفلسفته في الجنس وتجاربه، وكيف أنه كان ينام عاريا ملتصقة بشابة عارية يقاوم بذلك الإغراء الجنسي.

* * *

وفي الفصل السادس والأخير تناول المؤلف “وفاة غاندي” وذكر قبل ذلك صيامه عن الطعام من أجل إحلال السلام بين كافة شعوب القارة الهندية، ثم اغتياله من أحد المتطرفين الهندوسيين، وهو أحد المحررين بجريدة (هندور اشترا) المتطرفة التي لم تكن تكف عن اتهام غاندي بتسامحه مع المسلمين.
ثم ذكر المؤلف بالترتيب:
1- مؤلفات غاندي.
2- فلسفته الأساسية “اللاعنف” التي تبناها سياسيا، حيث ذكرها على لسانه.
3- قوله في الرسول صلى الله عليه وسلم ومدحه له.
4- رأيه في الإسلام والمسلمين، ورأيه في اليهود والحضارة الإنسانية.
وذُكر في ثنايا هذا الفصل مرثية منثورة لأحد الشعراء، يلي ذلك ببلو جغرافيا للتواريخ الهامة في حياة غاندي، ويختم المؤلف كتابه بإدراج ملف صور غاندي، وكذلك صور أخرى متفرقة تتعلق به.

* * *

وإتماما للفائدة أدرج هاهنا أهم المراجع التي رجع إليها المؤلف ليستفيد منها الباحث في موضوع باكستان، وغاندي والهند:
1- كتاب “حضارتهم وخلاصنا” غاندي، دار سطور، ترجمة نجدة هاجر، وسعيد الغز.
2- “قصة الحضارة” ودل ديورانت، ترجمة الدكتور زكي نجيب محمود، طبعة مكتبة الأسرة.
3- “أسطورة غاندي” للدكتور خالد بن محمد الغيث.
4- “آلام غاندي” حياة وتراث المهاتما غاندي، لمؤلفه ستانلي ولبرت، جامعة أوكسفورد 2001م.
5- باكستان وجذور الخلاف مع الهند، إعداد سعود خليف البلوي.
6- الفلسفة الهندية للبيروني، راجعه وقدم له الدكتور عبد الحليم محمود، وعثمان عبد المنعم يوسف.
7- أديان الهند الكبرى للدكتور أحمد شلبي، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية.

المصدر:http://www.rasikh.ws/?p=75

---------------------------------------------------------------------------------------------

يقدم عصام عبد الفتاح في كتابه « المهاتما غاندي» حياة رجل وصف بأنه من أهم زعماء القرن العشرين، رجل ضئيل الجسم يأتزر الملاءة البيضاء، أعزل استطاع أن يبهر العالم أجمع، إنه غاندي ذلك الثائر الذي كان سلاحه غصنا من الزيتون وطلقات مدفعه كلمات، وذخيرته عقيدة آمن بها حتى دفع حياته ثمنا لها.



تطرق الكاتب إلى الفترة الزمنية التي عاشتها الهند تحت الاحتلال البريطاني الذي تم رسميا عام 1858 لتصبح الهند بعدها درة التاج البريطاني، إلا أن قيام بريطانيا الصليبية بإلغاء الخلافة الإسلامية إلى إذكاء روح المقاومة الإسلامية في الهند، حيث أسس المسلمون هناك عام 1920 م جمعية خاصة أسموها «جمعية إنقاذ الخلافة»استعرض عبد الفتاح بداية ونشأة غاندي الذي ولد في بلدة صغيرة تسمى بورباندر وتعني باللغة الهندية »المدينة البيضاء« وهي إحدى المدن الساحلية شمال مومباي تقع بشبه جزيرة كاثياوا وهي إمارة صغيرة في ولاية كوجارات التي تقع بشمال غرب الهند.


كانت أسرته هندوسية متدينة تدينا شديدا تنتمي إلى إحدى الطبقات الاجتماعية في الهند تسمى طبقة (المودة بانيا) وهي طائفة متفرعة من طبقة خاصة بالتجار تعرف بطبقة الفايشيا، أما اسم العائلة غاندي فيعني باللغة الكوراجاتية ( بقال) وعرف عنها أنها عائلة محافظة وميسورة الحال.


وفي هذا الاطار يذهب المؤلف إلى ان غاندي الابن استمد معظم طباعه الشخصية وسماته الروحية التي كانت لاحقا من أهم معالم شخصيته، خاصة الجانب الديني من والدته بوتلي باي التي كانت شديدة الأثر والتأثير، أما والده فيدعى كرمتشند غاندي عمل عضوا في محكمة راجستايك ثم رئيسا للوزراء في راجكوت، حيث ورث غاندي عن والده تعففه وبعده عن الملذات والصلابة أمام عثرات الحياة والصدق في كل شيء.


وبعدها ينقلنا عبد الفتاح إلى طفولة غاندي حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة بورباندر الابتدائية، ثم انتقل منها إلى مدرسة راجكوت حتى سن العاشرة ومنها انتقل إلى مدرسة كاتيافار وظل فيها حتى بلغ السابعة عشرة من عمره وخرج منها ليلتحق بجامعة أحمد آباد وكان طوال فترة دراسته الأولى طالبا عاديا جدا من حيث تحصيله العلمي.


كان طموحه وهو فتى صغير أن يدرس الطب لكن بما أن هذا كان يعتبر طبقا لعقيدته الهندوسية من باب تدنيس النفس فقد أصر أبوه أن يدرس الحقوق، وبالفعل سافر عام 1888 إلى لندن لدراسة القانون وهناك بدأت ملامح غاندي الثورية الأولى تتبلور.


وتطرق عبد الفتاح إلى زواج غاندي الذي كان طبقا للتقاليد والأعراف الهندوسية تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بدون علم مسبق بالأمر، وكان عمر زوجته وتدعي كاستورباي وقتها 12سنة، وصفها فيما بعد في مذكراته الشخصية بأنها أهم إنسان في حياته وسجنت بسببه أكثر من مرة.


وسلط عبد الفتاح الضوء على كفاح غاندي ضد الاستعمار الذي جاء مبنيا على المبدأ الأساسي الذي استمده من فلسفته الدينية، حيث اعتمد على ما يعرف بفلسفة »الساتيا جراها« والتي تعني المقاومة السلمية أو سياسة اللاعنف.


ويعتمد هذا المبدأ على عدد من الأسس الدينية والسياسية والاقتصادية التي تندمج معا لتشكل في النهاية صورة خاصة جدا من صور المقاومة الشعبية ضد الظلم والاحتلال باللاعنف أولا الذي تبناه غاندي والذي في اعتقاده هو أول قوانين الحياة، إذ يقول غاندي: »وحده اللاعنف ...قادر على استعادة الحقيقة ...ثم بالعنف إن لم يوجد خيار آخر«.


والهدف من سياسة اللاعنف في رأي غاندي هو إبراز ظلم المحتل من جهة وتأليب الرأي العام على هذا الظلم من جهة ثانية تمهيدا للقضاء عليه كلية أو على الأقل حصره والحيلولة دون انتشاره، ويشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر.


ومن جهة أخرى تطرق المؤلف إلى ما تعرض له غاندي في جنوب إفريقيا من ضرب وسجن وقد أوشك على أن يعدم إعداما تعسفيا وذلك بسب تأثيره على الحياة السياسية هناك وما أحدثه بها من ثورة، ومن وراءه سار كل أبناء الجالية الهندية ملتزمين بوصاياه وتعاليمه في العصيان المدني والثورة السلمية مما اضطر الحكومة إلى رفع مظالم كثيرة عن رقاب الهنود.


ويرى الكاتب بأن الحركة التي تزعمها غاندي عرفت انتشارا هائلا في أنحاء الهند وانتقلت إلى مرحلة جديدة من العمل السياسي الجماهيري الجاد . وبعدما تحقق الاستقلال للهند في عام 1947 بعد مقاومة شعبية ونضال قاده غاندي بقوة مع غيره من الهنود والذي وضع حدا للاستعمار البريطاني الذي استمر حوالي ثلاثة قرون متتالية ما بين الاحتلال الرسمي وغير الرسمي.


لقي غاندي حتفه برصاص أحد المتعصبين الهندوس في 30 يناير 1948 يدعى (ناثورام فنياك جودس) وهو أحد المحررين العاملين بجريدة (هندرو اشترا) المتطرفة التي لم تكن تكف عن اتهام غاندي بخيانة قضية الهندوس بتسامحه مع المسلمين، وكان لمقتل الزعيم والأب الروحي غاندي أثر بليغ على الشعب الهندي.


ومات المهاتما غاندي عن عمر يناهز 79 عاما وكانت تلك هي المحاولة السادسة لاغتياله، فشلت قبلها خمس محاولات بينما ترصد له الموت في السادسة، وخلف من بعده مؤلفات يصل عددها إلى 70 كتابا جميعها باللغة الهندية، وترجم منها كتاب «قصة تجاربي مع الحقيقة» و كتاب «الحكم الذاتي للهند» هند سواراج 1908.


المؤلف في سطور


عصام عبد الفتاح خريج كلية السياسة والاقتصاد من جامعة المنصورة، هو كاتب وصحافي بجريدتي «صوت الأمة» و «الدستور المصري»، له مؤلفات عدة منها كتاب «أشهر الاغتيالات السياسية» وكتاب «عمر المختار»، وكتاب «صوت الأمة والدستور»، وله كتاب تحت الطبع بعنوان «معمر القذافي».


ناهد رضوان


الكتاب: المهاتما غاندي


تأليف: عصام عبد الفتاح


الناشر : دار الكتاب العربي حلب 2008


الصفحات: 150 صفحة


القطع: المتو سط

المصدر : http://www.albayan.ae/servlet/Satellite?c=Article&cid=1220106789105&pagename=Albayan%2FArticle%2FFullDetail

ليست هناك تعليقات: